من هي عقيلة الخنيزي ؟
قصتي مع الكتابة
طفولتي وتحدي القرأءة
قد
يبدو ذلك شبه مستحيلاً لمن عاش معي ذكريات الطفولة فأنأ ولدت من ام (امية) واب أخر
ما حصل عليه
هو شهادة
الابتدائية، لم اكن املك من يتابع معي مجريات الاحداث الدراسية ولكبر حجم العائلة
التي كنت
اعيش بها حيث كانت
تتكون من 21 شخصاً والضغوط المادية التي كانت مكهلة على ظهر والدي ، لم يتسنى لي
الحصول على تعليم خاص لدى "المعلم" او المرحلة
التمهيدي حتى ، فتجربة المدرسة كانت صعبة
جداً بالنسبة لي اتذكر بأن اول يوم مدرسي كان في عمر لا يتجاوز الخمس سنوات ونصف
حينها
امي كانت خجولة
جداً في الذهاب للاماكن التعليمية كونها لم تكن متعلمة وخوفاً من ان تضعنا موضع الحرج امام المجتمع، اتذكر صعوبة اول
يوم دراسي حيث كانت اختي الكبرى في الصف الرابع اما انا فكنت في الصف الاول اتينا متأخراً
للمدرسة كونها بعيده عن المنزل ولا يوجد اي مواصلات لها، حصلت حينها على اول صفعة من الحياة وانا في
عمر الزهور من مديرة المدرسة التي وجدت ان تأخرنا لا مبرر له ، تمالكت نفسي كثيراً فلا اريد
البكاء او اشعار الاخرين بضعفي، تأثرت كثيراً ولم اكن اخبر امي بما كان يحصل معي ابداً خوفا من احراجها ،
انتهى العام الدراسي الاول بصعوبة جداً حصلت حينها على تقدير "جيد"
بمعدل 71% والحقيقة
كما يبدو في كشف
درجاتي انني لم اجتز علامة النجاح في القراءة فقد حصلت على علامة 50 من 100 !!! فأنا كنت بالكاد اتحدث، واظهر صوتي
للعلن ، خجلاً احياناً وخوفاً احياناً أخرى حيث حينها شعرت بالخزي مقارنة مع اقراني في العائلة فلم اكن املك جرئة
الحديث اجتماعياً او رفع صوتي في الفصل، كوني غير مستوعبه لما يحصل لي...
تمر السنوات
الدراسية وكثيراً
ما كنت اسمع ترديد هذه الكلمة على مسامعي حتى في المرحلة الثانوية "انتِ
اسمك عقيلة
لكنك لا تملكين من
العقل شيئا" ،
لا اخفيكم مدى الالم الذي كنت اشعر به حين اتلقى صفعات من الكتاب على رأسي امام الطالبات، رغم كل ما
كنت أعانيه من الضغوط كنت اتظاهر بالقوة والعناد والشراسة احياناً في المرحلة الابتدائية ، اما المراحل
التي تليها كانت مليئة بالبحث عن الهدوء، فكانت ابتسامتي لا تفارقني وربما حتى هذا الوقت ، اتذكر حينما
كنت في الصف الرابع الابتدائي، كنت احلم كثيراً بالظهور في الاذاعة
المدرسية ،
ولأنني ضعيفة، فلم
تكن لي اي افضلية في الحصول على هذه الفرصة ابدا في الابتدائية، ذات مره
قررت المدرسة الاحتفال بيوم المعلم
وكان يسمح للجميع بالمشاركة، قررت حينها كتابة قصيده في سبيل ان احصل
على فرصة لظهوري في الاذاعة المدرسية ، الا ان الواقع كان مر جداً، فالمرشدة
الطلابية حينها اوقفتني ونظرت لي بنظرات سخرية واحتقار، واخبرتني بأن القصيدة سيئة
جداً وان
صوتي ايضاً سيئ،
مما حطم ثقتي بنفسي اكثر واكثر في الابتدائية، وما لم يعلمه الكثير بأنني
وصلت للصف السادس وانا لازلت ضعيفة
جداً في القراءة والأملاء، وكنت اشعر بصعوبة كبيرة في ذلك، الا ان انني
مع تقدمي في المرحلة بالابتدائية كنت احصل على علامات تتقدم مع مرور
الاعوام في مادة التعبيروهذا كان مؤشر جيداً بالنسبة لي، وفي المتوسطة قررت
ان ابدء رحلة
التغيير الذاتي
فكانت النتيجة مختلفة تماماً حيث تم قبول صوتي كصوت مميز للإذاعة وكنت احظى
باهتمام
معلمة اللغة
العربية حينها وكانت معجبة جداً بقدرتي التعبيرية وحبي لتلك المادة فلم اكن احصل
على درجة
اقل من 14 من 15
في التعبير فالمعلمة "خديجة المفتاح " كانت مميزة حقاً
واتذكر بأنني تلقيت جائزة من معلمة
الجغرافيا بالمرحلة المتوسطة مكتوب بها اهداء "إلى طالبتي البشوشة " كنت
حينها بدئت شغف
الكتابة والتعبير
عن مشاعري بالكتابة عوضاً عن القوة او الدخول بحروب، بدئت ايضاً شغف اكتشاف الشخصيات وكان ذلك عبر قصاصات ورقية كانت تباع في
المكتبة عن تفسير شخصيات "الابراج الفلكية" ومنها بدئت
البحث المتعمق في شخصيات الابراج وكشفها
وبدئت بتطبيق ما اقرأه واقعاً ، حتى اصبحت اكتشف ابراج الاخرين من صفاتهم ،
حينها ايضاً كنت احتفظ بمذكرة
صغيرة اكتب بها خواطري واشعاري كتبت فيها" الدكتورة
النفسية عقيلة الخنيزي" فقد كنت احلم بأن اصبح عالمة نفس حينها الا ان الواقع كان مختلفاً.
رحلة التغيير الفكري وكتابة كتابي الأول
مرت
السنوات اكملت حينها الدراسة في معهد الادارة العامة فهو المكان الوحيد المطلوب
بعد التخرج من
قبل الشركات
والبنوك وغيرها، في ذذلك الوقت كنت اطمح للعمل فأبي لم يكن على قدر الغنى
الذي يظنه
الكثير اجتماعياً
ولا اتذكر حينها بأنني سافرت في اجازة صيفة إلى إلخارج او الداخل حتى ، بعد التخرج بدئت رحلة التطور والتعليم الحقيقي
وتغيير المسار، كنت لاازال شغوفة في قراءة الكتب المختصة بالشخصيات والعلاقات وتفسيرها ولم
اترك الكتابة قط فهي ولعي الأخر، شائت الاقدار وتزوجت، حينها كنت اعمل واكمل دراستي الجامعية وحصلت
على مرتبة الشرف الثانية انجبت ابنتي الاولى، كل ذلك كان تحدياً بالنسبة لي في وقت قياسي، كنت
حينها امارس هوايتي في الكتابة عن طريق المقالات عبر اللينكدان، وكوني شغوفة بالتعلم والقرأءة فكرت
كثيراً في نقل كنز هذه المعارف عن طريق الدورات التدريبيه، وفعلاً عندما تغلق الرياحاً باباً فأنها تفتح
ابواباً أخرى، تقدمت لدراسة دورة في التدريب وهنا كانت المفاجئة ، التقيت بمعلمتي ومربيتي وصديقتي واختي
"المعلمة فوزية الدهان" معلمة الصف الثاني ابتدائي بعد زمن طويل من انقطاعي عنها لا اخفيكم مدى
السعادة التي كانت تعتريني حينها فهي كانت اول الداعمين والمحفزين لي على الكتابة والبحث
فعلاقتي معها لم تكن مجرد علاقة طالبة مع معلمتها، بل كانت اكثر بكثير اشبه بعلاقة ام مع ابنتها، اكتشفت
حينها شغفنا بطرح الاسئلة الغريبة ومحاولة تفسيرها واستنتاج ما يحدث من مجريات في العلاقات النفسية
والروحانية وكيفية تأثير ذلك على الطبيعة البشرية، وفعلاً بدئت البحث قمت بشراء الكثير الكثير من الكتب
الغربية باللغة الانجليزية لاستكشاف تجربة الغرب وغيرها من الحضارات المختلفة الصينية والروسية
واليونانية في العلاقات الزوجية والروحانية وربطها بالدين الإسلامي لاثبات حقيقتها ، وفعلاً كلما قراءة
اكثر كلما شكرت الله حمداً على النور الإلاهي الذي كان يعتريني، تأكدت حينها ان معرفة الله اهم بكثير من
ممارسة الطقوس الدينية دون معرفة، وان الصلاة هي نوع من أنواع الشكر الواجب وليست عادة وفرض يجب
الانتهاء منه تعلمت ان الله يسكن في القلوب النظيفة الخالية، فكما ننظف بيوتنا لاستقبال الزوار فأننا
ننظف قلوبنا لله كي يستقبل دعائنا ، تعلمت بأن اقرأ اشارات الله البسيطه لي واتبعها، تعلمت ان الخيرة فيما
يختاره الله فعلاً وان المشاعر والعاطفة قد تعمي كثيراً عن الحقيقة التي نرفض تصديقها، تعلمت حقاً الكثير من
المهارات العلمية والعملية وهذا ما دفعني لدراسة الاستشارات النفسية والتعديل السلوكي والحصول على
عضوية الاعتماد في ذلك من ا"لمؤسسة الدولية لمحترفي الكوتشنج والاستشارات " "بريطانيا" وحصولي على عضوية التدريب لدى المؤسسة
العامة للتدريب التقني والمهني إضافة
لدراستي لتقنيات البرمجة اللغوية العصبية واختبارات ومقاييس تعديل السلوك. بدئت في
مساعدة
الكثيرمن الاشخاص
في تعديل مسار حياتهم الزوجية واعادة برمجة الترسبات القديمة منذ الطفولة ، بدئت
في تقديم المنشورات التوعوية في حسابي
عبر الانستجرام ولله الحمد تصلي الكثير من رسائل الشكر والامتنان وهذا يكفي حقاً فالبنسبة لي ان
تغيير انسان يعني ان تغيير عائلة ، ان تغيير عائلة يعني ان تغيير
مجتمعاً،
وهذا ما اطمح له
فعلاً، فمنذ مطلع العام 2017 وانا منكبة في بحوثي الخاصة من اجل تقديم عمل مميز يليق بقطيفنا الحبيبة ويعطي طابعاً
مختلفاً لتغيير مسار العلاقات الاسرية والزوجية خلال هذه الاعوام كنت اعيش شبه عزلة كنت افضل المكوث في
عطلات الاسبوع بالمنزل من اجل البحث والكتابه واستغلال الوقت في المفيد ولم يعلم احد بمكوثي
على كتابة الكتاب ، كنت استقي من كل حوار مع الاخرين فكرة والفكرة تتحول لسؤال غريب تليها رحلة
بحث مستمره بعض الاسئلة اقوم بطرحها على معارفي ولا اجد أي اجابة وكأنها كانت اسئلة شبة مستحيلة
او صعبه او تحتاج للبحث العميق في المصادر الحقيقية لها والتي لا تكون متوفرة على الانترنت او بلغة غير
العربية والانجليزية فيصعب علي الحصول عليها بعض الكتب لا تباع على الانترنت لانها قديمة وهذه
كارثة بالنسبة لي.
رغم
ذلك لم استسلم حقيقة في بحثي حتى وصلت للجواب
المرضي لي ولله الحمد، وبالطبع لدي استنتاجاتي الخاصة وافكاري التي اضفتها بالكتاب، وهي قد تكون
فريده من نوعها حرصت على وضع اختبارات نفسية عملية تطبيقية وتمارين من اجل اعادة
الانسجام للعلاقة الزوجية فأنا ارى الكثير من التراكمات النفسية التي ادت إلى
طلاقات عاطفية وهجران دام لسنوات دون
طلاق فعلي قانوني، وهذه كارثة مجتمعية تخلق اطفال مصابين بالكثير من المخاوف
النفسية المدمرة
وفي اعتقادي ان
الاطفال من حقهم العيش في بيئة منزلية مليئة بتعبير الحب بين الابوين مليئة بكلمات
الشكر
مليئة بالاحتضان
والتشجيع وهذه هو سر الشعور بالامان والحب وهو سر قوة الطفل في التعبير عن مشاعره ورغباته الاسرية والاجتماعية
وهذا مادفعني لعنونة كتابي بأسم " هنالك وقت للحب " فهما
طال الزمن الحب يصنع المعجرات ويغير
مجريات الاحداث والحديث هو بداية العلاج وحل المشكلة بخلاف الكتمان الذي يولد الكثير من الامراض
النفسية والتي تنعكس جسديه وتدمر مناعة الانسان ورغبته في الحياة.
اخيراً
اتقدم بالشكر الجزيل والعميق لحبيبي وزوجي وسندي في التغيير العاطفي والفكري "عباس
ال علوة"
من اهداني كتاب
فقد اهداني حياة اشكر الصديقة والاخت "زينب ال هزيم" هدية
بسيطة قدمت الكثير لي
وغيرت الكثيرمن
المفاهيم في حياتي كما واخص بالشكر زملاء العمل على دعمهم المستمر لي في خلال فترة كتابة الكتاب وحتى اخراجه
الزميلان "محمد ال ثاني " " مؤيد المحسن" ولا
انسى حبيبتي ومعلمتي
وشريكة التغيير
الغالية " فوزية الدهان "
تعليقات
إرسال تعليق